ســــــــــــــــــــارق

عانيت الأمرين مذ ّ عرفتك
ماسة ثمينة وكم تتوق عيني لمسّك

سحابة صيف ولازلت أقتفي ظلّك

في الصباح لا أصحو إلا على أوتار حسّك

وفي المساء لا يزورني النوم

إلا بمحاكاة الغرام من ثغرك

لا أستسيغ الدفئ ولا أهنأ

إلا بلحاف حضنك

علمّتني الحياة أشياء كثيرة

وما أتقنت فيها سوى حبك

إمتهنت السرقة احترفتها لأجلك

نعم صغيرتي إني سارق

فارفعي الى العلياء رأسك

ماقترفت ذنبا فلا تجزعي

ولا تصعّري للناس خدّك

قطفت لك نجوم الفضاء

ونثرتها بدروب هدبك

خطفت القمر من رحم السماء

وخبئته بمفارق صدرك

وأدت أنوار المساء

أغرقت عيون السّحاب بكاء

لكي تنامي نامي صغيرتي

وخذيني إليكي في حلمك

توسّدي قلبي تلحّفي جسدي

نوم الهناء يا عيني فاسدلي رمشك
جمعت الكواكب قاضيتها مزّقتها

نثرتها تحت قدمك

أتدرين ما ذنبها وما فعلها

رأيتها تسترق النظر من عيون نافذتك

تترجم للنجوم عن حكاية عطّرك

جنت على نفسها وكم نبّهتها
كم حذرتها من مسّ همسك

لا تلومي أغار عليكي من نفسي

ليس بيدي أغار عليكي من نفسك

وتقولين اعترف آه مغمّسة بشهدك
وبماذا بعترف من سرق عمره قلبك
رفع القلم عنّي حبيبتي مجنون
وسرّ جنوني تجديه في رسمك

ذهب عقلي يبحث عن قلبي

فهل رأيتيه دلّيني عليه أراه عندك

مسحور فيكي فلا شعوذة تنفع

ولا تعويزة تردع شفائي بهلاكي

قالوا وكذبوا وإن صدقوا

قالوا يا هذا أن عساك تهلك

دوائك برشفّة معلّـقة من نسج الخيال

محمّلة بأنفاس من شهق المحال

مزروعة بعناقيد نهدك

فقربك نار وبعدك نـــار

تأكلني أصابع الحيرة

من أي الدروب أسلك

رأيت فيكي الحياة والموت معا

ماض بهواكي راض بحكمك

فهذي تهمتي وتلك حجّتي

فالرحمة سيدتي ماسرقت

وما عزمت إلا لأجلك
في فرنسا قصص عن الهوى لا تنسى

خذي عنّي علّها تروي شفاه شكّك
تخفف عقوبة المجرم إن كان دافعه الحب

هكذا يحدث بالغرب فما قولك

وفي الهند إذا مات الرجل يحرّقونه وامرأته

فإن تقتليني فكأنما تقتلي نفسك

وفي الشرق قصص الغرام لا تنتهي

وقصة عشقنا من هنا تبتدئ
فستذكرينها كما تذكرك

فاختاربي حبيبتي ولا تحتاري
أما أنا فقد اخترتك

أحبـــــــــك هل تكفـــــــي

هـــــــل تفــــــــــي

هل تجــــــــدي
لا تتلفّتي حولك
فقــط

إسألي قلبك