داخل قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة قدم المخرج هشام جمعة العرض المسرحى ( حمام رومانى ) للكاتب البلغاري ستانسلاف ستراتيف والذي تدور أحداثة حول ايفان الرجل البسيط الذي يترك مفتاح شقته إلى احد العمال ليرمم له ارض الصالون أثناء سفرة وبينما العامل يقوم بالحفر يظهر له طرف من حمام اثري فظن انه قد اكتشف كنزا كبيرا ويتابع الحفر حتى يظهر له الحمام الروماني كاملا بكافة زخارفه وتماثيله وينتشر الخبر فى البلدة فيحضر على الفور الأستاذ الجامعي الخبير في الآثار ويعود ايفان فى نفس الوقت ليبدأ الصراع الدرامي، صراع الإنسان الفرد والإنسانية بأسرها ،الإنسان الذى يريد أن يعش حياته دون أن يتدخل احد فى شئونه والإنسانية المجردة التى لا تهتم سوى بالاكتشافات والانجازات حتى وان جاء ذلك على حساب البسطاء ويبدو ذلك جليا من خلال تتابع الشخصيات إلى الحدث فكلها شخوص لا علاقة لها بالمكان أو القضية سوى المنفعة الشخصية فنجد منقذ الغرقى الذى نراه على شواطئ المصايف وقد جاء ليقوم بعملة الجديد كمنقذ فى هذا الحمام أيضا نرى شخصية مهرب الآثار والتحف الذي أراد نصيبه من الاكتشاف وهناك الوسيط العقاري الذي يريد تقطيع الحمام وبيعة بالقطعة وتظل تلك الشخصيات طوال الحدث تمارس تضييق الخناق على البطل حتى ينتهي العرض بأغنية كان يمكن حذفها لكونها تتعارض مع الطرح الرئيسي للقضية فكلماتها تقول بان ( البيت للساكن فيه ) وتلك قاعدة مغلوطة قد ترسخ لفكر ما يستطيع المرء من خلاله اغتصاب ما ليس له بحجة انه هو المتواجد فى المكان الأن بغض النظر عن صاحبة ، وفى سياق العرض نجد المخرج يقدم صورة دلالية متعمقة وبسيطة وقد وضح ذلك من خلال توظيف الموسيقى المعبرة عن لحظات العشق المفقودة ولحظات معاناة البطل وبحثه عن حقوقه أيضا الإضاءة كانت معبرة ومكملة للمشهد البصري حيث فسرت المواقف الدرامية من خلال التنوع اللوني والمكاني وكان الأداء التمثيلي هو الأبرز فى العرض حيث تألق محمد محمود (ايفان ) باداءة الكوميدى الراق، أيضا جاء أداء أيمن الشيوى ( الخبير الجامعى ) مقنعا لدرجة كبيرة ومن بعدة جاء طاقم التمثيل ليعلن عن اجادتة واستيعابة لمعالم الشخوص على توجهاتها المختلفة فى إطار واحد يكمل ما رسمه المخرج ليبقى العرض فى النهاية صورة جيدة لعالم تغلب فيه المصلحة الذاتية على مقدرات البسطاء وأحلامهم ؟
إلهامى سمير
إلهامى سمير