فى مسرحية القرد كثيف الشعر يرصد المؤلف يوجين أونيل من خلال بطله (يانك) مدى توحش المجتمع الرأسمالي فى مواجهة طبقه المعدمين ، يبدأ العرض باستعراض طبقة الوقادين الذين يعملون فى إحدى السفن التي تسير بالفحم ويتقدمهم يانك البطل الذى يقنع بالفتات الذى يعيش عليه فى العالم السفلى من السفينة المملوكة لإمبراطور صناعة الحديد والصلب وعلى الجانب الأخر من هذا العالم نجد ابنة المليونير المرفهة التي تبحر على ظهر السفينة وتحمل معها كل أمراض هذه الطبقة، ومع ذلك فلا مانع من أن تعيش دور الصدق في البحث عن معاناة الفقراء من خلال دراستها لعلم الاجتماع، فتقرر النزول إلى القاع لتدرس عن قرب كيف يعيش هؤلاء البؤساء على حد تعبيرها، فتطلب من مهندس السفينة الوسيم -والذي ستمر معه في دهاليز مظلمة للوصول إلى قاع السفينة فتكون فرصتها للتحرش به- أن يصاحبها إلى قاع السفينة ليفاجأ البطل وزملاؤه بابنة المليونير والمهندس في وسطهم، ولتأتي اللحظة الكاشفة الصعبة التي تسقط كل الأنظمة الدفاعية النفسية عندما يحتك البطل بالمهندس فتصرخ في وجهه "ابعدوا هذا الحيوان القذر.. من هذا القرد الكثيف الشعر؟
ويكشف المؤلف أن هؤلاء الأغنياء أيضا ضحايا الحضارة المادية، حيث تحولوا فيها إلى آلات متحركة بلا مشاعر، يتحركون بطريقة واحدة ويتعاملون مع الأشياء بشكل واحد، وهو من أفضل المشاهد في العرض، حيث بدا مشهد صراع البطل ضد هذه الطبقة الغنية، وقد تحولوا إلى تماثيل جامدة تحولت فيها جموعهم كشخص واحد لا روح فيه ولا عاطفة وتمضى الأحداث فيذهب البطل للبحث عن ذاته ويبدأ من الكلمة التي زلزلت كيانه.. (القرد الكثيف الشعر)، فيقابل قردا كثيف الشعر فعلاً ليعرف لماذا شبهته بذلك لعله يجد عنده الإجابة، فيحدث هذا الحوار بينهما، ليجد أن الشبه بينه وبين القرد المحبوس في القفص هو أنه أيضا كان محبوسا في القفص طوال الوقت.. قفص أسفل السفينة أمام الفرن.. ثم قفص السجن.. ليكتشف أن القفص بداخله.. هو من حبس نفسه فيه حين تصور أن القوة والانتماء لها هو مصدر السعادة سواء بالتماهي معها أو بالسخرية من أصحابها.وقد استطاع المخرج جمال ياقوت استغلال العنصر البشرى الذي تجاوز الخمسين ممثل وممثله فى صنع صورة تشكيليه جاءت فيها قسمات الإبداع من د صبحي السيد مصمم السينوغرافيا الذى عبر عن طبقة الوقادين بأشكال التروس التى تدور فى آلة الرأسمالية الجديدة كذلك تميزت ملابس سيد أبو قمر والإضاءة المتنوعة والمعبرة لإبراهيم الفرن وموسيقى محمد مصطفى التى جاءت شارحة لمعاناة يانك ومفسرة للدلالات الرمزية التى صاغها المخرج فى هذا العمل الفنى ثم جاء احمد السعيد بادائة المبهر فى دور يانك ليكمل منظومة العمل الفنى الذى استحق عن جدارة الحصول على جائزة أفضل عرض فى المهرجان القومي للمسرح فى دورته الأخيرة .
ويكشف المؤلف أن هؤلاء الأغنياء أيضا ضحايا الحضارة المادية، حيث تحولوا فيها إلى آلات متحركة بلا مشاعر، يتحركون بطريقة واحدة ويتعاملون مع الأشياء بشكل واحد، وهو من أفضل المشاهد في العرض، حيث بدا مشهد صراع البطل ضد هذه الطبقة الغنية، وقد تحولوا إلى تماثيل جامدة تحولت فيها جموعهم كشخص واحد لا روح فيه ولا عاطفة وتمضى الأحداث فيذهب البطل للبحث عن ذاته ويبدأ من الكلمة التي زلزلت كيانه.. (القرد الكثيف الشعر)، فيقابل قردا كثيف الشعر فعلاً ليعرف لماذا شبهته بذلك لعله يجد عنده الإجابة، فيحدث هذا الحوار بينهما، ليجد أن الشبه بينه وبين القرد المحبوس في القفص هو أنه أيضا كان محبوسا في القفص طوال الوقت.. قفص أسفل السفينة أمام الفرن.. ثم قفص السجن.. ليكتشف أن القفص بداخله.. هو من حبس نفسه فيه حين تصور أن القوة والانتماء لها هو مصدر السعادة سواء بالتماهي معها أو بالسخرية من أصحابها.وقد استطاع المخرج جمال ياقوت استغلال العنصر البشرى الذي تجاوز الخمسين ممثل وممثله فى صنع صورة تشكيليه جاءت فيها قسمات الإبداع من د صبحي السيد مصمم السينوغرافيا الذى عبر عن طبقة الوقادين بأشكال التروس التى تدور فى آلة الرأسمالية الجديدة كذلك تميزت ملابس سيد أبو قمر والإضاءة المتنوعة والمعبرة لإبراهيم الفرن وموسيقى محمد مصطفى التى جاءت شارحة لمعاناة يانك ومفسرة للدلالات الرمزية التى صاغها المخرج فى هذا العمل الفنى ثم جاء احمد السعيد بادائة المبهر فى دور يانك ليكمل منظومة العمل الفنى الذى استحق عن جدارة الحصول على جائزة أفضل عرض فى المهرجان القومي للمسرح فى دورته الأخيرة .